loading...
maasat
مهدی سلامی بازدید : 320 دوشنبه 02 اردیبهشت 1392 نظرات (0)



" وسام الصرخی"



هلَ تأثُّرت الثقافة العربیة فی ایران بنظیراتها من الثقافات الأخرى فی البلد وخارجه،بالمستوى الذی كانت مؤثّرةً فیه ، لغةً وتعاملاً وفكراً حتّى؟


قبل الخوض فی القرائة، أدعو القارئ الكریم أن یعیَ بأن المقصود من "الثقافة" هنا برأی كاتب السطور وكما تعنیه كلمة "الثقافة" فی اللغة العربیة أی كل ما تتضمَّنه حیاة الناس من لغة ، آداب ورسوم ،تراث، أزیاء، دكور، طقوس، تعاملات، فنون، أدبٌ،موسیقى و ... یُعرفون بها ویتمیّزون عن غیرهم من الشعوب؛ ولیس كما هو رائج فی العامّة عن "الثقافة" أو "المثقّف".


بالعودة إلى السؤال والذی لابدّ أن یقف عندهُ كل مهتمٍّ بهذا الشأن ومن الواضح أنّ الإجابة علیه ستتفاوت بین رأیٍ وأخر.


إنّ ما یحصل یُعد أمراً طبیعیاً فی ظلّ ما یُسمّى بـ"حركة تبادل الثقافات"  أو "حوارُها" فی مجتمعٍ هو فی واقع الحال مكوّنٌ من أطیافٍ مختلفةٍ وألوانٍ ثقافیةٍ شتّى.


ببساطة یمكن القول بأنّ هذا الجریان عبارة عن تفاعلٍ ثقافیٍ بین الثقافات الموجودة فی بلادنا، والقصد هنا " الثقافات العربیة  والغیر عربیة "؛ مع أنّ تأثیر الثقافة العربیة على الجانب الأخر فی هذا التفاعل الإجتماعی المستمر بقیَ ضعیفاً لأسباب لا تتحملها عناصر الثقافة العربیة وأبنائها من العرب فی ایران.


فـ"المواطنة"، "العقیدة والمذهب"، "لغةُ التعلیم والإعلام" و غیرها من الأمور أدّت بشكلٍ أو بأخر إلى أن تكون أبواب الثقافة العربیة فی ایران مفتوحةً دائماً لأستقبال الأخر؛ ومكبّاً صالحاً للإحتواء والتأثّر بالثقافات الأخرى فی البلاد؛ بالمقابل لم تُساعدها أیّاً من العوامل المذكورة على التأثیر العكسی ولو بدرجةٍ أقل.


لا یخفى أنَّ ما شهدته عجلة الثقافة العربیة فی ایران من تراجعٍ سلبی یعود بعضه للغزو الثقافی الغربی، حیث لم تسلم منه هذه الثقافة حالها حال الكثیر من الثقافات الشرقیة فی الجمهوریة الإسلامیة و فی كثیرٍ من البلدان المجاورة والعالم حتّى.


یُضاف إلى ذلك، الغیاب "الحقیقی" و"الفعّال" لوسائل النهوض بأیِّ تراثٍ أو  ثقافةٍ كانت وأینما وجدت؛ فكلٍّ من المسرحٌ أو الصحیفة أو الإذاعة أو مواقع النت و غیرها من المراكز والمؤسسّات الثقافیةِ الغیر رسمیة "المحسوبةُ" على ثقافتنا والمهتمّة بها، لم توضَّف من قَبل فی خدمة هذه الثقافة ولم تهتمَّ بشكلها الحقیقی، " كما هی وكما یجب أن تكون".


لهذا، قد تبدو شخصیة الفرد العربی فی الأهواز وغیرها من المناطق العربیة فی ایران متزلزة وغیر مستقرّة  نتیجةً لتراكم الأفكار والثقافات "المجاورة والبعیدة" الحاضرة وبقوّة من حوله، ممّا یظطرّ أحیاناَ إلى إستبدال جلده الثقافی بأخر، أوالعزف على وترٍ لغویٍّ ثانٍ أحیاناً أخرى، لیتكیّف مع واقع حاله المتغیّر هنا وهناك ولیس لعدم إعتزازه أو إنتمائه لثقافته الأم.


من جهةٍ أخرى قد یكون هذا التفاعلُ الثقافیُّ الذی من المفترض أن یكون متبادلاً، تحوّل إلى "صراعٍ ثقافی" كما هو الحال فی المجتمعات التی تتكون من أعراقٍ و ثقافاتٍ متنوعة؛ صراعٌ خسرت فیه الثقافة العربیة فی ایران الكثیر ممّا تملكه.


جدیرٌ بالذكر أنّ من نقاط ضعف الثقافة العربیة فی هذا التنافس الثقافی، یبرز عامل "الثقة" بهذه الثقافة والمفقود عند الكثیر منّا والذی یجب أن نتحلّى به بدلاً من ذلك؛    لاشك فی أنّ الثقافة العربیة عند العرب فی ایران متجذّرة وقویة بما فیه الكفایة لكی تحمی ما ورثته من لغةٍ وتراثٍ وفلسفةُ حیاةٍ خاصّة؛ ربّما أنّ لهذه الثقافة روحٌ   إختفى بریقها وآنَ الأوان لتُشعَّ نوراً جدیداً زاهیاً بما یناسب هذا الزمان ومتطلباتهِ من أجلِ مستقبلٍ أفضل لأجیالنا القادمة!


فبمجرد أن یعمل مثقّفونا من شعراء، كتّاب، فنّانون ، نُقّاد و... على نقل المفاهیم الأساسیة للثقافة العربیة بلغةِ الیوم وأفكارُ الیوم وترسیمها للفرد والمجتمع بصورتها الحقیقیة والجمیلة، سنشهدُ بالتأكید تجسیداً حقیقیّاً لهذه الثقافة على وجوه أبنائها إنطلاقاً من أخلاق وتعامل الفرد مع الذّات ومع الأخر، مروراً بمزیدٍ من البحث والإهتمام بتراثهم وصولاً للغایة المنشودة.


أیظاً،لابد من ذكر أحد أهم العوامل المهمّة والتی بإمكانها أن تقوم بثقافتنا من جدید وهی بالتأكید صلتها وترابطها الوثیق مع الثقافة والتراث الإسلامی؛ هذا الداعم الرّوحی بإمكانه أن یعید لنا بناء ثقافتنا من جدید فی الأدب والفن والعمران وكل ما یمكن أن تحتضنه ثقافة شعبٍ غفلَ عن ثقافته لوهلةٍ من الزمن ویبدو أنّه توّاقاً للعودة إلیها كما هو واضح فی الشارع العربی فی ایران.


نعم، فمن الظلم أن نحكم على وجود هذه الثقافة بالإنحلال أو الإندثار وهی التی بقیت صامدةً كثیراً وسط هذا الكم الهائل من الثقافات والتوجّهات فی بلدٍ أو مجتمعٍ أقل ما یمكن أن یُقال عنه بـ "أبو القومیّات" نتیجةً لتعدّد الثقافات واللغات الموجودة فیه والتی بالتأكید أضافت له الكثیر من الجمال والرونق للتنوّع الذی یمتاز به .


وأخیراً أقول، إذا ما یُلقى اللّوم فی مثل هكذا قضایا على أبناء الأجیال السابقة ویُحمّلوهم من المسؤلیّة ما یُحمّلوهم لما حدثَ من إهمال وضیاع للكثیر من مبادئ  ثقافتهم الغنیّة بتراثها الإسلامی والعربی، فإنّ لأبناء الجیل الجدید مسؤلیةً أكبر لتصحیح المسار وإحیاء ثقافتهم من جدید

بروال








ارسال نظر برای این مطلب

کد امنیتی رفرش
درباره ما
Profile Pic
خلیــــــــــت نحل دلالی علی الطین بـــیهه وطن صبح حزنی علی الطین بصبعی اکتبت اسم ولفی علی الطین ومــــــــــــــحیته ابدمعتی غصبن علیه بـــیت للمرحوم طاهر السلامی «الفاتحه»
اطلاعات کاربری
  • فراموشی رمز عبور؟
  • آمار سایت
  • کل مطالب : 53
  • کل نظرات : 19
  • افراد آنلاین : 1
  • تعداد اعضا : 39
  • آی پی امروز : 22
  • آی پی دیروز : 5
  • بازدید امروز : 24
  • باردید دیروز : 6
  • گوگل امروز : 0
  • گوگل دیروز : 0
  • بازدید هفته : 24
  • بازدید ماه : 119
  • بازدید سال : 827
  • بازدید کلی : 35,083